لِذلِكَ نَسُونِي

لِذلِكَ نَسُونِي

هوشع 13 : 6 ..... لَمَّا رَعَوْا شَبِعُوا. شَبِعُوا وَارْتَفَعَتْ قُلُوبُهُمْ، لِذلِكَ نَسُونِي

يستغرب الله من موقف الإنسان ويتعجب من ردود أفعاله، حيث يرعى إنساناً ما إلى أن يشبع، وعندما يشعر بالشبع يبدأ بالمراوغة والإدّعاء بأن ذكائه أوصله لهذه المكانة، وشطارته صنعت هذه الثروة، ولكثرة اعتداده بنفسه وتركيزه على ذاته نسي الله، فلم يعد يحتاج له، وكأن الله بالنسبة لنا أصبح مثل الخزانة المفتوحة نأخذ ما نشاء ثم ننصرف إلى أمورنا الخاصة، ناسين أو متناسين بأن الله يريدنا لذواتنا، لكي تكون لنا شركة معه وعلاقة لصيقة به، فنتعلّم منه مباشرةً لكي نتطبع بطباعه، فنُفرح شخصه ونُسعد قلبه، ومن المعلوم، عندما يباركنا الله ويرعانا، لا لكي نحبّه أكثر أو لنسجد له أطول، فالله لا يتعامل معنا بأسلوب المساومة، فعندما يباركنا فهذا لأن طبيعته هي العطاء السخي.

يا الله أرجوك سامحني على نظرتي الضيقة لصفاتك، والمشوهة لطبيعتك، فأنت لا يمكن أن تُرشي أحداً ليتعبد لك، بل بالعكس، بركاتك وعطاياك ورعايتك تمنحها للجميع، حتى شمسك تشرقها للكل، فمن فضلك طوّر فيّ روح الشكر باستمرار أمام رعايتك الخاصة ليّ، وعمّق فيّ روح الامتنان نحو كل عطاياك التي لا تنضب.